قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن
أو تملأ ما بين السماء والأرض والصلاة نور والصدقة بزهان والصبر ضياء
والقرآن حجة لك أوحجة عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها" صدق رسول الله
الأوسمة : عدد المساهمات : 920 تاريخ التسجيل : 12/10/2010 العمر : 29 الموقع : https://rawda.alafdal.net العمل/الترفيه : الدراسة المزاج : أسعد فتاة على وجه الأرض
موضوع: ما الإنسان؟؟؟ الإثنين 10 أكتوبر 2011 - 17:24
الإنسان كائن ثقافي
مدخل : يتميز الإنسان عن باقي الكائنات بالعقل، و هو ما جعله كائنا ثقافيا بامتياز. و تتجلى ثقافته في العديد من المظاهر و التجليات، و من أبرزها اللغة و المؤسسات و انماط العيش و التبادل. فبأي معنى يمكن اعتبار الإنسان كائنا لغويا ؟ و ما الذي يميز اللغة الإنسانية عن اللغة الحيوانية ؟ ما هي المؤسسة؟ و كيف ظهرت؟ و بأي معنى يمكن اعتبار المؤسسة مظهرا من مظاهر الثقافة لدى الإنسان؟
I- الإنسان كائن لغوي : - نص ستراوس c.l.strauss ص 84. * فهم النص : تتميز اللغة الإنسانية حسب أندري مارتيني بخاصية رئيسية هي التمفصل المزدوج. و هو ما يعني أن اللغة الإنسانية تتكون من فونيمات phonèmes ؛ و هي أبسط و حدات غير دالة في اللغة، و تسمى بالوحدات الصوتية.
المونيمات monèmes : وهي أبسط و حدات دالة في اللغة، و هي بمثابة الكلمات في اللغة العربية.
1- يرفض صاحب النص فكرة تعريف الإنسان بأنه صانع كعلامة مميزة للثقافة، لأننا نجد الحيوانات أيضا تقوم بمحاولات لصنع الأدوات. كما أن افتراض وجود كائنات في كوكب ما تصنع أدوات لا يسمح لنا بالقول بأنها كائنات ثقافية.
2- ما يشير إلى اللغة كظاهرة ثقافية في النص هو أنها جزء من الثقافة، لأننا نتعلم ثقافة المجتمع و عاداته من خلال تعلم اللغة. كما تعتبر اللغة الوسيلة الأساسية للتواصل و تبادل الأفكار و نقلها من جيل إلى آخر.
3- يمكن النظر إلى المظاهر الثقافية كسنن؛ ذلك أن الثقافة ظاهرة رمزية لها قوانينها الخاصة يمكن فهمها من خلالها.
← رفض صاحب النص معيار صنع الأدوات باعتباره علامة مميزة للثقافة، لأن الحيوانات هي الأخرى تصنع الأدوات.
و قد اعتبر ستراوس بأن اللغة هي الظاهرة الثقافية بامتياز، و هي العلامة المميزة للثقافة عن الطبيعة.
و ما يجعل الإنسان منتميا إلى عالم الثقافة هي قدرته على التواصل اللغوي مع أفراد جماعته البشرية.
* الإطار المفاهيمي :
1- الثقافة هي مجموع الأنشطة الفكرية التي ينتجها الإنسان في مجتمع معين ( فن – تقنية – لغة - مؤسسات – عادات .. )
- الإنسان الصانع : هو الكائن الذي يصنع الأدوات عن طريق تحويله للمواد الطبيعية إلى منتوجات صناعية و ثقافية قابلة للاستعمال.
2- تعتبر اللغة مظهرا من مظاهر الثقافة لدى الإنسان؛ فهي منظومة رمزية تحمل الأفكار و المعارف التي ينتجها الإنسان و تنقلها من جيل لآخر.
3- تعتبر اللغة الأداة الأساسية التي نتمثل من خلالها ثقافة الجماعة، و من أهم الوسائل لمعرفة هذه الثقافة هي : التواصل عن طريق الكلمات .
* الإطار الحجاجي :
1- لقد فنذ كلود ليفي ستراوس فكرة أساسية قال بها كثير من علماء الأنثربولوجيا، و مفادها أن صنع الأدوات هو ما يميز الثقافة عند الإنسان، و هي الخط الفاصل بين الطبيعة و الثقافة، لذلك تم تعريف الإنسان بأنه حيوان صانع. و يتجلى أسلوب الدحض من خلال المؤشرات اللغوية التالية:
- إنني لست متفقا مع هذا الرأي…
- لا في صنع الأدوات…
- إننا لن نكون على يقين من...
- فنحن لا نعتقد…
كما استخدم صاحب النص أساليب حجاجية أخرى:
- أسلوب العرض : و تدل عليه المؤشرات اللغوية التالية:
- … و إنما في اللغة المنطوقة….
- يبدو لي أن اللغة هي الظاهرة الثقافية بامتياز
- إن اللغة هي الأداة الأساسية …
أسلوب المثال: مثال كائنات في كوكب مجهول تصنع أدوات.
- مثال: كائنات تمتلك لغة قابلة للترجمة إلى لغتنا
- الطفل الذي يتعلم الثقافة من خلال اللغة.
أسلوب الجرد و الإحصاء:
- و تدل عليه المؤشرات التالية:
- أولا لأن اللغة…
- و ثانيا لأن…
- و أخيرا…
II - المؤسسة كمظهر من مظاهر الثقافة :
- نص مالينو فسكي « malinovski »
* فهم النص :
1- يعتبر الإنسان كائنا ثقافيا. و المؤسسات هي مظهر من مظاهر الثقافة لديه، و التي من خلالها يحقق حاجياته بشكل منظم و هادف.
2- تقوم كل مؤسسة يبتكرها الإنسان على تلبية حاجات إنسانية إما بيولوجية أو ثقافية. و يتم عملها من خلال ميثاق أو مذهب ترتكز عليه المؤسسة، و تصوغ من خلاله قوانينا تنظم العمل داخلها.
3- يربط النص بين المؤسسة و الحاجات؛ لأن المؤسسة تلبي بشكل غير مباشر رغبات الأفراد و تتحكم فيها، و ذلك من خلال إخضاعها إلى ميثاق و قوانين منظمة تسمح بتلبية الحاجات البيولوجية بشكل ثقافي
و مؤسساتي .
4- كل مؤسسة تخضع لميثاق و قوانين. و لكنها أيضا تتوفر على جهاز مادي تشتغل من خلاله و تمارس وظائفها. و المقصود بالجهاز المادي للمؤسسة هو البنية التحتية و الأجهزة المادية، و الوسائل و الرأسمال المادي و غير ذلك. فبالنسبة للأسرة يتمثل الجهاز المادي مثلا في البيت و الحقل و الأرض، و بالنسبة لمؤسسة الدولة نذكر الوحدة الترابية و القوة العسكرية و الرأسمال المالي.
الإطار المفاهيمي :
1- المؤسسة : هي نظام اجتماعي يخضع لميثاق و قوانين منظمة، الهدف منها هو تلبية حاجيات إنسانية انطلاقا من وسائل و أجهزة مادية.
- الحاجة : هي الضرورة البيولوجية التي تتوقف عليها حياة الإنسان و الحيوان.
- الميثاق: هو مجموعة من القوانين و القواعد التي تتحكم في سلوك الأفراد داخل مؤسسة من المؤسسات.
-الأسرة: هي مؤسسة اجتماعية تتم من خلال ميثاق يجمع بين أب و أم، و تهدف إلى تربية الأطفال و تعليمهم مجموعة من المبادئ و العادات و التقاليد التربوية.
2- العلاقة التي تجمع بين الميثاق و الحاجة، هو أن الميثاق يضع المعايير و القوانين و المبادئ التي تنظم سلوك الأفراد و تؤطر حاجياتهم.
3- لكل مؤسسة نظام تراتبي. هكذا فلفظ <الشخصي> يدل على الطريقة التي يتموضع من خلالها كل فرد من أفراد الجماعة، كما يدل على الطريقة التي تتوزع بها السلطة و الأدوار و المهام بين الأفراد.
4- كل مؤسسة تخضع لميثاق ينظم العمل داخلها، كما يحدد قوانين الشغل و العلاقات بين العمال و رب العمل. لكن هذا الميثاق لا يتكفل بحل المشكلات النفسية الناتجة عن العمل لأنها تخرج عن اختصاصه، كما أنها مشكلات يصعب ضبطها و التحكم فيها، فضلا عن أنها تختلف من فرد لآخر.
* الإطار الحجاجي :
اعتمد صاحب النص على مجموعة من الآليات و الأساليب الحجاجية للدفاع عن أطروحته و توضيح معنى المؤسسة و عملها، و تمثلت هذه الأساليب أساسا في التفسير و الشرح و إعطاء الأمثلة كالأسرة والمصنع.
خلاصة :
إن الإنسان كائن ثقافي منتج للثقافة و نتاج لها في نفس الوقت. و تتجلى ثقافته في عدة مظاهر من أهمها اللغة و المؤسسات. هكذا يعتبر الإنسان كائنا لغويا يبتكر منظومة لغوية رمزية تتميز بالتمفصل، و بارتباطها بالوعي و العقل لدى الإنسان، و هو ما يجعلها لغة إبداعية و متطورة عكس اللغة الحيوانية التي تظل مجرد وظائف بيولوجية و غريزية. كما تتجلى ثقافة الإنسان في ابتكاره للمؤسسات التي ينظم من خلالها حاجاته عبر ميثاق و قوانين.